بيانات

بيان بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لانتفاضة 12 آذار المجيدة

   بمناسبة مرور /18/ عاماً على انتفاضة /12/ آذار 2004م المجيدة التي اندلعت من مدينة قامشلو، يتقدم الحزب اليساري الكردي في سوريا بأحر التحيات إلى أرواح شهداء هذه الانتفاضة الخالدين في أذهان الشعب الكردي، ويتقدم بالتحية إلى أبناء الشعب الكردي الذين أظهروا شجاعة قلَّ نظيرها، ووحدة رائعة استطاعوا من خلالها إسقاط الفتنة والمؤامرة القذرة التي حاكها النظام السوري ضد الشعب الكردي.

   إن النظام الذي كان يحكم بالقوة والبطش وتقوية الخلافات بين أبناء الشعب السوري، والذي كان يمارس سياسة التمييز ضد الشعب الكردي أراد إحداث الفتنة بين الكرد والعرب وبخاصة بين الكرد وسكان دير الزور، فدفع بعض عملائه ضمن جمهور فريق الفتوة من دير الزور للاعتداء على جمهور فريق الجهاد من قامشلو ورفع شعارات استفزازية، وقامت قوى الأمن في ملعب الجهاد بالاعتداء على مشجعي فريق الجهاد بالرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد عدد منهم وجرح كثيرين آخرين.

   وأثناء تشييع الشهداء ومراسيم دفنهم انتفضت قامشلو وانتفضت معها كل مدن الجزيرة، وسرعان ما انتقلت الانتفاضة إلى كوباني وعفرين وحلب ودمشق واللاذقية وغيرها، وجرت مواجهات بالصدور العارية مع قوى الأمن التي أطلقت الرصاص الحي على المنتفضين فسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى، ومن جهة أخرى تم اعتقال حوالي /5000/ ناشطاً، ونظمت السلطة شيوخ العشائر العربية لإشعال حرب كردية عربية وأطلقت العنان للرعاع ومنتسبي منظمات النظام لنهب محلات ومتاجر المواطنين الكرد والاعتداء على ممتلكاتهم وبيوتهم.

   استطاع شعبنا مواجهة هذه المؤامرة الدنيئة والهجمة الإجرامية بوحدته الرائعة وبشجاعته وبروح المقاومة العالية، وقام بجمع التبرعات سواء من الداخل أو من الجاليات الكردية في الخارج لمعاجة الجرحى ومساعدة عوائل السجناء، وسرعان ما وصلت صدى الانتفاضة إلى الرأي العام العالمي، وقام الإعلام بتغطية أبنائها وحصل تضامن واسع معها عالمياً.

   لم تستطع هذه المؤامرة إضعاف إرادة شعبنا، ىبل بالعكس فقد زادته قوة وإصراراً، وازدادت عزيمته في مواصلة النضال من أجل انتزاع حقوقه القومية والديمقراطية، واستمرت جذوة المقاومة متقدة، ونستطيع القول إن ثورة تموز 2012م وبناء الإدارة الذاتية هي من ثمرات انتفاضة 12 آذار، ونتيجة لتضحيات شهدائها وروح مقاومتها، وستبقى هذه الانتفاضة مضيئة في تاريخ الشعب الكردي، وسيبقى شهداؤها خالدين في تاريخه.

   إن انتفاضة 12 آذار مليئة بالدروس والعبر، والدرس الأساسي الذي يجب أن نستخلصه هو أهمية الوحدة، وحدة الشعب الكردي لأنها أساس وشرط الانتصار، وعليه وفي كل الأوقات يجب اعتبارها الحلقة المركزية، ويبقى العمل على تنظيم الشعب وتثقيفه إحدى ضرورات هذه الوحدة وضرورات الانتصار.

   إن النظام الذي اضطهد الشعب الكردي طويلاً لا يزال على تعنته، فهو لا يقدم حلولاً لأزمات سوريا ومشاكلها سوى الحلول الأمنية والعسكرية، وبالرغم انفتاح الإدارة الذاتية على الحوار سواء من أجل إيجاد حل للقضية الكردية أو من أجل إيجاد حل للأزمة السورية فإنه يظهر المزيد من التعنت والرفض، إنه يريد فقط الاستمرار في السلطة دون إيلاء أي اهتمام لآلام الشعب السوري وتدمير بلاده.

   كما قاوم شعبنا تسلط النظام السوري ومؤامراته فإنه يتصدى اليوم لجميع القوى الإرهابية، وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة، ويتصدى أيضاً للاحتلال التركي المقيت لعفرين وسريكانيه وكَري سبي، وسيتمكن بروح مقاومة الشهداء تحريرها ودحر الاحتلال التركي ومرتزقته.

   إن شجاعة شبابنا وشاباتنا في انتفاضة /12/ آذار وصمودهم اليوم في خنادق القتال في إطار قوات سوريا الديمقراطية، وحدات حماية الشعب والمرأة حلقتان مترابطتان من حلقات نضال شعبنا الكردي من أجل الحرية.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة 12 آذار

المجد والخلود لجميع شهداء الحرية

المجد والخلود لشهداء الحزب

 

12 آذار 2022م

 

                                                                                                      اللجنة المركزية

                                                                                            للحزب اليساري الكردي في سوريا 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى