بيانات

بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة روج آفاي كردستان /19تموز/ المجيدة

   تمر الذكرى السنوية العاشرة لثورة روج آفاي كردستان /19 تموز/ المجيدة وهي أكثر قوة وزخماً بالرغم من كل الاعتداءات والتهديدات وأعمال الحصار التي تمارس ضدها بهدف إفشالها وإجهاض المكتسبات التي حققتها.

   بدأ الحراك الثوري في سوريا في أواسط آذار عام 2011م كثورة شعبية ديمقراطية سلمية، وعلى هذا الأساس شارك فيها معظم أبناء الشعب السوري، وشارك فيها الشعب الكردي وحركته الوطنية بقوة، وفي ظل تعنت النظام وعدم الاستجابة لمطالب الشعب، وبسبب ميل قوى الإسلام السياسي إلى تسليح الثورة خرجت الثورة الشعبية عن مسارها، إذ بعد /6/ أشهر من عمرها قام الأخوان المسلمون وغيرهم من جماعات الإسلام السياسي والمجموعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وأحرار الشام والعشرات من المجموعات الإرهابية الأخرى بركوب الثورة وتحويل مسارها إلى حرب طائفية تحت راية تركيا، وكانت إيران من جهتها قد أرسلت إلى سوريا عشرات المجموعات التابعة لها إلى الأرض السورية، وبهذا الشكل تحولت الثورة إلى صراع وقتال طائفي (سني – شيعي) وهو ما رفضه ويرفضه الشعب الكردي رفضاً قاطعاً، ولهذا لم يكن أمام الشعب الكردي إلا أن يخوض الثورة برؤيته ولونه الخاص، وعلى هذا الأساس انطلقت ثورة روج آفاي كردستان في /19/ تموز عام 2012م من مدينة كوباني.

   حققت ثورة /19/ تموز مكاسب كبيرة ليس فقط للشعب الكردي في سوريا، وإنما لجميع السوريين وحررت روج آفا وشمال وشرق سوريا من القوى الإرهابية، واستطاعت القضاء على الدولة الإسلامية المزعومة ودحر داعش، وبنت الإدارة الذاتية الديمقراطية التي أصبحت تتمتع بسمعة دولية محترمة، وبنت مؤسساتها التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، وحققت فيها الأمن والاستقرار، وأصبحت قوة رئيسية يعول عليها في بناء سوريا المستقبل.

   إذا كانت ثورة /19/ تموز قد حققت هذه المكاسب الكبيرة، وأنجزت العديد من برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية كتجربة ديمقراطية صاعدة، فمن الطبيعي أن لا تروق تلك الإنجازات لكثير من الجهات بدءاً من تركيا وإيران، ومروراً بالنظام السوري، وانتهاء بكل مجاميع القوى الإرهابية والقوى الظلامية التي لا تقف مكتوفة الأيدي، بل تمارس العدوان بكل أشكاله بما في ذلك احتلال أجزاء من روج آفاي كردستان – شمال وشرق سوريا مثل عفرين وسري كانيه وكَري سبي، وأيضاً محاولات خلق الفتن وأعمال التحريض وغيرها.

   إن التهديدات التركية الآن بغزو مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية واحتلال المزيد من الأراضي السورية تأتي ضمن أطماعها التوسعية ومشروع أردوغان العثماني التوسعي، ومعاداة الشعب الكردي، والقضاء على التجربة الديمقراطية المنشودة في روج آفاي كردستان – شمال شرق سوريا، وبالتالي القضاء على حلم الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة والخلاص من نير الاستبداد والدكتاتورية.

   لقد رفعت ثورة /19/ تموز، ثورة روج آفاي كردستان، والتي انطلقت بطليعة كردية، أهدافاً وطنية وشعارات واضحة هي أن تكون سوريا لجميع السوريين، وأن يتمتع فيها الكرد والعرب والسريان والتركمان والأرمن بكامل حقوقهم القومية والديمقراطية، وهدفها هو بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية سياسية في ظل وحدة الأراضي السورية.

   إننا في الحزب اليساري الكردي في سوريا، إذ نحيي الذكرى السنوية العاشرة لثورة /19/ تموز المجيدة، فإننا في الوقت نفسه نضع كل طاقاتنا في الدفاع عنها وحمايتها، ونناضل بكل جدية من أجل تطويرها لبلوغ غاياتها النبيلة، ونطالب كافة شعوب شمال وشرق سوريا بالالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، كما نطالب التحالف الدولي والاتحاد الروسي والمجتمع الدولي وكافة القوى والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم بالتدخل لوقف الغزو والهجمات التركية لمناطقنا، ووقف المجازر التركية الوحشية اللاإنسانية بحق شعبنا وأطفالنا، ووضع حد للغطرسة التركية في المنطقة والعالم.

   إن وحدة الصف الكردي، ووحدة شعوب شمال وشرق سوريا هي حجر الزاوية في الانتصار على كل محاولات القوى المعادية من أجل انتصار ثورة /19/ تموز المجيدة (ثورة روج آفاي كردستان) لتحقيق أهداف الشعب الكردي في العيش بحرية وأهداف كافة شعوب شمال وشرق سوريا في العيش المشترك وقطف ثمار الحرية والحياة الحرة الكريمة.

   فلنعمل يداً بيد وكتفاً إلى كتف من أجل إنجاح أهداف ثورة روج آفاي كردستان، ومن أجل بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية سياسية.

عاشت ثورة روج آفاي كردستان المجيدة

المجد والخلود لجميع شهداء الحرية

المجد والخلود لشهداء الحزب

19/7/2022م

                                                                                                 اللجنة المركزية

                                                                                     للحزب اليساري الكردي في سوريا  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى