بيانات

بيان بمناسبة عيد العمال العالمي

   في الأول من أيار وبمناسبة عيد العمال العالمي، يتقدم الحزب اليساري الكردي في سوريا بأحر التهاني إلى الطبقة العاملة الكردية والسورية والعالمية، ويعاهدها بالنضال من أجل الحرية ومن أجل إزالة استغلال الإنسان للإنسان، وحرية الشعب الكردي، ومن أجل بناء عالم تسوده العدالة وحقوق الإنسان والمساواة بين البشر، وإلغاء التمييز بينهم على أساس الدين والجنس والعرق، وتصان فيه الطبيعة، ومن أجل حرية المرأة وطفولة سعيدة،  ومن أجل إطلاق طاقات الشباب، ويحيي الهتافات الهادرة لملايين البشر في جميع أنحاء العالم من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين، ومن حركات التحرر الوطني والقوى في الساحات والشوارع المزدانة بالأعلام الحمراء التي تجدد العزم في الاستمرار في النضال الثوري حتى النصر.

   يأتي عيد العمال العالمي في هذا العام في ظروف دقيقة تعصف بالعالم كله، يتميز فيها الوضع الدولي بالاضطراب وعدم الاستقرار والحروب بشقيها العسكري والاقتصادي، وتبرز أقطاب جديدة تنعكس آثارها بشكل مباشر على منطقة الشرق الأوسط بسبب بقاء قضاياه الأساسية معلقة دون حل، وبخاصة القضية الكردية وغيرها من القضايا مثل مسائل الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحرية المرأة.

   ويأتي عيد العمال العالمي أيضاً وقد انهار نظام حزب البعث الاستبدادي الذي دام /61/ عاماً حكم فيها سوريا بالقبضتين العسكرية والأمنية، وفي ظل حالة الطوارئ والأحكام العرفية ونهب الاقتصاد الوطني ونشر الفساد في كافة مفاصل الدولة، غيب الحريات الديمقراطية، حرية التعبير عن الرأي وحرية الإعلام، واضطهد الشعب الكردي والمكونات السورية الأخرى، وقتل مئات الآلاف من السوريين وشرد الملايين منهم، غير أن البديل لم يكن البديل الديمقراطي الذي يريده الشعب السوري بكافة مكوناته القومية والدينية والمذهبية، لأن الشعب السوري يعرف تماماً خلفيته الفكرية والسياسية، ويعرف أنه قد حول سوريا إلى مزرعة تركية، وجاءت المجازر المرتكبة بحق العلويين في الساحل وحمص وحماة لتؤكد هذه الحقيقة، ولتؤكد من جهة أخرى أن الحكم الجديد ليس مستقبل سوريا.

   إننا إذ نؤيد بقوة الاتفاقات التي أجرتها قيادة قوات سوريا الديمقراطية مع الإدارة الانتقالية الحالية، بما في ذلك اتفاقية مظلوم – الشرع وما تمخض عنها من إجراءات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب وكذلك في سد تشرين، ونرى أنها سياسة حكيمة انعكست بشكل إيجابي على روجآفاي كردستان وعموم سوريا، فإننا نتعاطف في الوقت نفسه مع كافة المكونات السورية وقواها السياسية والاجتماعية والديمقراطية في إطار سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية سياسية متحدة، ونعتبر المسألة الديمقراطية الحل المفتاحي لكافة القضايا السورية.

   يقيّم حزبنا عالياً مخرجات المؤتمر القومي الكردي الذي انعقد في مدينة قامشلو بتاريخ 26/4/2025، والذي يعتبر حزبنا جزءاً أساسياً منه وناضل طويلاً من أجل إنجازه، ويعتبر الوثيقة السياسية بشقيها الوطني السوري والقومي الكردي التي أقرها المؤتمر إنجازاً كبيراً يجب أن يلتف حولها ليس فقط الكرد، وإنما جميع الوطنيين والتقدميين والديمقراطيين السوريين، ويعتبر حزبنا أن هذا المؤتمر هو مؤتمر وحدة سوريا وليس تقسيمها، كما يعتبر الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية الأمل الأكبر لجميع السوريين.

   إن هذه الإنجازات الكبيرة لم تكن لتتحقق لولا دماء وأرواح آلاف الشهداء، وهم أوائل من يجب أن تهدى إليهم كل الانتصارات.

عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي

عاش نضال الطبقة العاملة الكردية والسورية والعالمية

المجد والخلود لجميع شهداء الحرية

1/5/ 2025

                                                                           اللجنة المركزية

                                                                  للحزب اليساري الكردي في سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى