بيانات

الحزب اليساري الكردي في سوريا يهنئ الشعب الكردي بعيد نوروز ويدعو إلى النضال من أجل سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية سياسية

مكتب الإعلام:

   أصدر الحزب اليساري الكردي في سوريا اليوم الثلاثاء 19/3/2024 بياناً إلى الرأي العام بمناسبة عيد نوروز المجيد، حيث هنأ فيه الشعب الكردي بهذه المناسبة وكافة شعوب روج آفاي كردستان وشمال وشرق سوريا، ودعا إلى التمسك بالمكتسبات التي تحققت والحفاظ عليها وتطويرها والنضال من أجل سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية سياسية؛ وفيما يلي نص البيان:

ستبقى راية نوروز خفاقة إلى الأبد

أيها العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون..

أيها الوطنيون والتقدميون والديمقراطيون..

يا أبناء وبنات شعبنا الكردي العظيم..

   يحتفل الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان وجميع أماكن تواجده والمهاجر في ٢١ آذار من كل عام بعيد نوروز المجيد ليس فقط بكونه عيده القومي، وإنما أيضاً للقيم والمعاني النبيلة والسامية التي يجسدها هذا العيد بكونه رمزاً للمقاومة ومحاربة الظلم والقضاء على الاستبداد والقهر بجميع أشكاله، ولأنه يرمز إلى التغيير والتجدد في الطبيعة والمجتمع، لأنه قانون الحياة الحرة والكريمة، وهذا هو سبب احتفاظ شعبنا بهذه المناسبة منذ آلاف السنين كيوم يجدد فيه عزمه على الاستمرار في الكفاح الثوري من أجل الحرية.

   وبهذه المناسبة السعيدة يتقدم الحزب اليساري الكردي في سوريا بأحر التهاني القلبية إلى جميع أبناء وبنات الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان، إلى المقاومين في خنادق القتال، إلى المناضلين في غياهب سجون قوى الاحتلال وإلى أرواح جميع شهداء الحرية، وتعاهدهم بالاستمرار في النضال حتى انتزاع الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي وتحقيق حريته.

   يحتفل شعبنا الكردي في هذا العام بعيد نوروز بروح المقاومة ضد هجمات القوى المعادية بجميع أشكالها وألوانها، سواء من قبل قوات الفاشية التركية ومرتزقتها، أو من قبل المجاميع الإرهابية وفي مقدمتها داعش، وضد الدسائس والمؤامرات التي تشترك فيها جهات عديدة، وبروح حماية روجآفاي كردستان وشمال وشرق سوريا ومكتسباتها الكبيرة، والوفاء لدماء وأرواح آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم لكي يعيش شعبهم بحرية وأمان وسلام، وبروح تحرير عفرين وسريكانيه وكَري سبي.

   يأتي نوروز هذا العام في ظروف دولية وإقليمية ومحلية تتميز بالتصعيد والتوتر الشديد في العلاقات الدولية لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود طويلة، فالحرب في أوكرانيا بكل ما تنطوي عليها من مخاطر تدخل عامها الثالث دون إيجاد حل لها، ثم لحقت بها الحرب في غزة منذ /7/ أكتوبر 2023 بما ترتب ويترتب عليها من ضحايا بشرية هائلة وتدمير كامل وشامل لبنية غزة التحتية، إضافة إلى مخاطر توسع هاتين الحربين ومخاطرها على البشرية جمعاء وإعادة تقسيم العالم من جديد، وهاتان الحربان تؤديان إلى استمرار حالة اللااستقرار في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وبقاءها بؤرة ساخنة الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من التدخلات الدولية والإقليمية، ويقيناً فإن حالة التوتر وانعدام الأمن والاستقرار ستستمر في المنطقة حتى يتم إيجاد حل لقضاياها، وفي مقدمتها القضية الكردية والقضية الفلسطينية، وتلعب دولة الاحتلال التركي أكبر الأدوار في تخريب أوضاع المنطقة جنباً إلى جنب مع إيران.

   لقد وضعت تركيا أردوغان محاربة الشعب الكردي وحركته الوطنية التحررية على رأس أولوياتها، إنها على استعداد لتغيير معظم مواقفها إذا كان ذلك يؤدي إلى الإضرار بالشعب الكردي وقضيته العادلة، كما أنها مستعدة دائماً للدخول في سياسة المقايضات بخصوص القضية الكردية، وهي في هذه الأيام تقوم بإحدى هذه المقايضات بإجراء تفاهمات ومقايضات مع الحكومة العراقية، وأطراف عراقية أخرى على طريقتها القديمة الجديدة في الوقت الذي تحتل فيه مساحات واسعة من أراضي إقليم جنوب كردستان، ولكن مراهنتها هذه ستفشل أيضاً لأن الكرد قد خبروا جميع ألاعيبها، كما أن الجميع بات يعرف أن تركيا تصدر أزمتها الداخلية، وبخاصة تدهور قيمة الليرة التركية وعزلتها الدولية وتراجع الحريات الديمقراطية، ويلعب محور أستانا المؤلف من روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري دوراً سلبياً بالغاً في التوصل إلى حل للأزمة السورية، وقد اتخذ خلال الاجتماعين الأخيرين، الاجتماع العشرين وواحد وعشرين، مواقف سلبية ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، وتخدم أطراف المحور فقط.

   إن احتفالنا بعيد نوروز في هذا العام يتزامن مع مرور الذكرى السنوية الثالثة عشرة للأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع عشر دون أن يبدو في الأفق أي حل لها، وهذا يعني استمرار معاناة الشعب السوري وآلامه ومآسيه، ودمار البنية التحتية للبلاد، وهجرة أكثر من /7/ ملايين سوري إلى خارج البلاد ونزوح أكثر من /6/ ملايين من بيوتهم إلى مناطق أخرى، مع استمرار اعتقال مئات الآلاف واستشهاد مئات آلاف أخرى.

   يناضل حزبنا من أجل إيجاد حل عادل ينهي الاستبداد ويحقق الحرية والعدالة والكرامة لجميع السوريين، ومن أجل سوريا لجميع السوريين وسوريا ديمقراطية – تعددية – لا مركزية سياسية، ينال فيها الشعب الكردي حقوقه القومية والديمقراطية كشعب يقيم على أرضه التاريخية وفق العهود والمواثيق الدولية، وتحقق فيها كل المكونات الأخرى حقوقها المشروعة.

   ويرى الحزب أيضاً ضرورة العمل الجاد من أجل تشكيل معارضة وطنية ديمقراطية جديدة في سوريا بعد أن حطمت تركيا مع جماعة الأخوان المسلمين المعارضة السورية بسبب ضعفها وعدم نضوج رؤاها، ووقوعها في أخطاء استراتيجية، ويدعم حزبنا التعاون بين هذه المعارضة وبين الإدارة الذاتية الديمقراطية.

   ويناضل حزبنا أيضاً من أجل وحدة الصف الكردي، ومن أجل وحدة جميع مكونات شمال وشرق سوريا كعمليتين متلازمتين، كما يناضل حزبنا من أجل تحسين المستوى المعيشي للشعب، ومن أجل عدالة توزيع الثروة ومحاربة الفساد وتحسين التعليم والصحة والخدمات العامة، والاهتمام بالقطاع الزراعي، ومحاربة الغلاء والاحتكار، ومن أجل حرية المرأة وإطلاق طاقات الشباب.

   ويناضل حزبنا من أجل تحسين العلاقات بين القوى والأحزاب الكردستانية، ومن أجل وحدة نضال الشعب الكردي، ويعتبر ذلك مصدر قوة الشعب الكردي لتحقيق أهدافه، ولقطع دابر تدخلات الدول الغاصبة لكردستان في العلاقات الكردية – الكردية.

   ويضع حزبنا تحرير الأراضي المحتلة (عفرين – إعزاز – الباب – جرابلس – سريكانيه – كري سبي) من قبل تركيا ومرتزقتها في مقدمة الأهداف التي يجب أن يناضل من أجلها شعبنا الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا ويعتبر الحزب العقد الاجتماعي الجديد لإقليم شمال وشرق سوريا، والوثائق السياسية للمؤتمر الأخير لمجلس سوريا الديمقراطية إنجازاً مهماً بمضامينها السياسية والفكرية والاجتماعية، وخطوة مهمة نحو الأمام على طريق حل الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع عشر.

المجد والخلود لجميع شهداء الحرية

المجد والخلود لشهداء الحزب

عاش عيد نوروز المجيد

19 آذار 2024

                                                                                                           اللجنة المركزية

                                                                                          للحزب اليساري الكردي في سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى