نشاطات

اليساري الكردي ومسد يقيمان ندوة حوارية حول الأحداث الأخيرة في ريف دير الزور

مكتب الإعلام – الحسكة:

   دعماً لقوات سوريا الديمقراطية أقام الحزب اليساري الكردي في سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية ندوة حوارية بمدينة الحسكة تحت شعار: “لا للفتنة.. نعم لترسيخ وحدة مكونات شمال وشرق سوريا” حول الأحداث الأخيرة التي جرت في الريف المحرر من دير الزور، وبحضور ممثلين عن الأحزاب السياسية وقوات سوريا الديمقراطية وشيوخ عشائر ومثقفين وشخصيات مستقلة ومؤسسات المجتمع المدني.

   بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء ثم بدأت الندوة بالمحور الأول الذي تناول: (الأزمة الحالية ورؤية الحزب اليساري الكردي في سوريا) تحدث فيه الرفيق محمد موسى الأمين العام للحزب، ثم المحور الثاني الذي تناول: (دور الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية في استقرار المنطقة وترسيخ وحدة المكونات) تحدث فيه السيد ثابت الجوهر عضو الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية والسيدة دريا رمضان الرئاسة المشتركة لمكتب علاقات الجزيرة في مجلس سوريا الديمقراطية، ثم تم فتح باب النقاش لمداخلات للحضور، حيث تم التأكيد على وحدة مكونات شمال وشرق سوريا وعلى أمن واستقرار المنطقة، وسد كافة الطرق المساعي التي تؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وضرب وحدة المكونات، والتأكيد على الوقوف صفاً واحداً خلف قوات سوريا الديمقراطية التي دافعت وتدافع أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على كرامة المواطنين والتي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى لترسيخ قيم الديمقراطية والسلام والعيش المشترك بين جميع المكونات، كما تم طرح أفكار ومقترحات وتوصيات من قبل المشاركين في الندوة من خلال مداخلاتهم، وتم تسجيلها بشكل خطي ليتم أخذها بعين الاعتبار وإيصالها إلى الجهات المعنية.

وفيما يلي ننشر كلمة الرفيق محمد موسى الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سوريا التي ألقيت في الندوة:

السيدات والسادة المحترمون، أحييكم جميعاً وأشكر تلبيتكم لدعوتنا بحضور هذه الندوة الحوارية التي يقوم بها الحزب اليساري الكردي في سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية تحت عنوان: (دعاماً لقوات سوريا الديمقراطية.. لا للفتنة.. نعم لترسيخ وحدة جميع مكونات شمال وشرق سوريا).

   تعلمون جميعاً أنه بعد القضاء على دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، وتحرير شمال وشرق دير الزور من داعش، ثم البدء بتشكيل المجالس العسكرية، ومنها المجلس العسكري في دير الزور، وعين في الرئاسة المشتركة لهذا المجلس أحمد الخبيل (أبو خولة)، وهو أحد أبناء قبيلة العكيدات، كما تأسس في الوقت نفسه المجلس المدني في دير الزور في إطار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

   استقرت الأمور في كافة مناطق الإدارة الذاتية، ومنها منطقة شمال وشرق دير الزور، وبدأت الإدارة المدنية أعمالها في جميع المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية والثقافية، وحققت تقدماً ملحوظاً في جميع المجالات، ولكن القوى المعادية للإدارة الذاتية، وفي مقدمتها تركيا وإيران والنظام السوري وداعش لم يرق لها كل ذلك، ولم تغفل ساعة واحدة، إذ بدأت بحبك المؤامرات مستغلة في ذلك العشائر العربية، وقامت بتحريضها، وخلق المشاكل والفتن، وكان من أخطر ما أنجزته تلك القوى المعادية هو خرق المجلس العسكري في دير الزور ممثلاً بأحمد الخبيل الذي حوّل نفسه إلى أمير لا يختلف في شيء عن أمراء داعش، وبدأ باضطهاد الشعب ووجهاء العشائر، وتشجيع تجارة المخدرات والتهريب بين ضفتي نهر الفرات، والاعتداء على حرمات الشعب، بما في ذلك القتل والاغتصاب…الخ، وكان الأخطر من كل ذلك هو تواصله مع إيران وتركيا والنظام السوري، وتحين الفرص بمحاربة قوات سوريا الديمقراطية بشكل مشترك مع تلك القوى وتسليم المنطقة إليها.

   لقد تأخرت قيادة قسد في القيام بوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، ومحاسبة الخبيل ومن معه في الوقت المناسب، لاعتبارات تعود إلى هذه القيادة ما أدى إلى تفاقم الوضع وازدياد المخاطر إلى الحد الذي وصلت إليه، وبخاصة في الحملة الإعلامية الواسعة التي صورت الوضع وكأنه صراع بين العرب والكرد، علماً أن المجلسين العسكري والمدني في دير الزور يتشكل من أبناء العشائر العربية في هذه المنطقة، وليس هناك وجود للمكون الكردي.

   أدركت قيادة قسد مؤخراً ضرورة محاسبة الخبيل وبضعة أشخاص آخرين كانوا معه، ولكن المؤامرة كانت قد كبرت، وتشكلت أرضية خصبة للتمرد بنتيجة تدخل النظام السوري وإيران وتركيا وداعش التي استثمرت الوضع، وشكلت مجموعات مسلحة تدخلت مباشرة بعد أن أدخلت إيران والنظام السوري كميات كبيرة إلى المنطقة، وفي نفس الوقت قامت تركيا مع مرتزقتها من ما يسمى بالجيش الوطني بالهجوم على ريف منبج مستهدفة قرية المحسنلي وغيرها وعلى مناطق عين عيسى وريف تل تمر، وقد باءت تلك الهجمات بالفشل بنتيجة مقاومة المجالس العسكرية في منبج وعين عيسى وتل تمر بعد أن تكبدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة.

   لم تقتصر مؤامرة الجهات المعادية على التحرك على الأرض فقط، بل أن الهجوم الإعلامي الذي رافق تلك الأحداث الإجرامية كان ولايزال أكبر بكثير مما يجري على الأرض، إذ بالتزامن مع بداية تفجير الأوضاع في المنطقة بدأ الهجوم الإعلامي الذي سعى إلى توسيع دائرة الفتنة، ومعاداة قسد، وإلى محاولة إحداث فتنة بين العرب والكرد، لقد كان هجوماً منسقاً تقف وراءه مجموع الجهات المعادية وبشكل خاص النظام السوري وإيران وتركيا ومرتزقتها، لقد انبرت قنوات أورينت وسوريا المعارضة وقنوات حزب الله والنظام السوري وغيرها، وأقلامها الرخيصة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى القيام بحملة واسعة ذهبت إلى حدود إخراج قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة، وإلى صراع واسع بين العرب والكرد، وكأن الجهاد قد بدأ من أجل طرد الكرد المحتلين مستغلة في ذلك تواجدها على الضفة الأخرى لنهر الفرات.

   لقد كانت محاسبة الخبيل ضرورة لا بد منها، أولاً لتخليص سكان المنطقة من شروره، وثانياً لإجهاض وإفشال المؤامرات التي كانت تحاك من قبل الجهات المعادية، بل أن التأخر في محاسبته أكثر من ذلك كان سيقود الوضع إلى أسوأ مما هو عليه الآن.

   إننا متأكدون من أن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية تستطيع إعادة الأمور إلى نصابها، وأنها تستطيع معالجة الأزمة بحكمة وحنكة وبأقل الخسائر الممكنة، وبقطع دابر المؤامرة، خاصة وأن سكان المنطقة من أبناء العشائر ووجهائها كانوا يعانون من سلوك وعدوانية الخبيل، وبالفعل فإن هذا ما يجري الآن حيث يتم وأد الفتنة.

الحضور الكريم..

   يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم وهو لماذا هذه الفتنة الآن؟ وللإجابة عن هذا السؤال المهم فإن من يدقق في الوضع الحالي يرى أن هناك عدد من الأسباب يتجاوز موضوع محاسبة الخبيل، ومن أهمها:

1- إن هذه المؤامرة لا تنفصل عن الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تجري في السويداء ودرعا وبعض مناطق الساحل ودمشق وحلب وحماة وغيرها، إضافة إلى أن النظام يواجه انهياراً اقتصادياً كبيراً يهدد وجوده، ولهذا فإن النظام ورعاته الإيرانيين يريدان التغطية على كل ذلك بافتعال الأزمة في دير الزور، خاصة أن قوات سوريا الديمقراطية تقف عقبة أمام أهدافهما.

2- الحشود التي تقوم بها الولايات المتحدة من جنود وأسلحة ثقيلة ومتطورة، والمعلومات التي تنشر على نطاق واسع عن نية الولايات المتحدة بالهجوم على القوات الإيرانية وقوات النظام، وإيصال شمال وشرق دير الزور بمنطقة التنف، وبالتالي قطع الطريق بين إيران والنظام السوري وحزب الله.

الحضور الكريم..

   إن ما جرى ويجري الآن في ريف دير الزور هي مؤامرة واضحة تقودها إيران والنظام السوري وتركيا، وهي مؤامرة قذرة ومفتعلة، وعلينا جميعاً التصدي لها وإفشالها، وإفشال الفتنة التي يسعى إليها بعض المرتبطين مع الأجندات الخارجية، ومن أجل وأد الفتنة التي تروج لها جهات عديدة بين العرب والكرد، خاصة وأن تاريخ سوريا لم يشهد البتة صراعاً عربياً – كردياً على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى