تقارير وتحقيقات

دون وجود حلول وبدائل.. أزمة المياه في الحسكة تتواصل

   يعاني السكان من أزمات شبه يومية، حتى بات مرور يوم واحد بدون أزمة من المستحيلات في حياة المواطن. ففي تل تمر  والحسكة وأريافهما يعاني الأهالي من أزمة المياه الخانقة منذ مدة، بسبب الاعتداءات المتواصلة التي يمارسها المحتل التركي ومرتزقته الإرهابيون على خطوط التوتر الكهربائي وخطوط جر المياه، وسرقة التيار الكهربائي المخصص لمحطة مياه علوك ما يفاقم أزمة المياه ويهدد مستقبل نحو مليون ونصف المليون مواطن، خاصة أن محطة “علوك” هي الوحيدة التي تغذي خزانات محطة “الحمة” والتي بدورها تغذي مدينة الحسكة وقطاعاتها وريفها الغربي بمياه الشرب.

   كارثة تعطيش المواطنين في مدينتي تل تمر والحسكة وضواحيهما وأريافهما ثابتة ولا تزال على حالها، ولا بوادر للانفراج النهائي، وفي ظل تفاقم أزمة التعطيش بشكل متكرر ودون انقطاع طوال فصل الصيف الجاري، نتيجة لعدم وصول مياه الشرب إلى العديد من المنازل في أحياء وقطاعات المدينة، وعلى الرغم من الضخات غير المجدية والمستوفية لحجم الكميات الواصلة بحسب برنامج التقنين المعتمد لدى مؤسسة المياه بالحسكة، تم اللجوء إلى استخدام الآبار المنزلية غير الصالحة للشرب، التي قام الأهالي بحفرها أمام منازلهم مجبرين على ذلك، فالأهالي يضطرون إلى شراء مياه الشرب، بأسعار تصل إلى 9 آلاف ليرة سورية لخزان الخمسة براميل، وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها عموم السوريين، على الرغم من النداءات والاستغاثات الأهلية والمحلية المتكررة طوال السنوات الماضية.

   من جانب آخر فإن الحلول البديلة لا تزال خجولة جداً، ولا تؤدي الغرض إطلاقاً، فمشروع جر مياه نهر الفرات لمدينة الحسكة وأريافها الجنوبية لتغطية 25% من احتياجات مدينة الحسكة، والذي كلف مئات الملايين السورية، لم يصل إلى منازل الأهالي بعد، عدا عن ذلك فإن الحلول والبدائل متوفرة إن أرادت الجهات المعنية القيام بها، ومنها مشروع جر المياه من ريف عامودا إضافة إلى مشروع جر المياه من منطقة تل براك.

   يرى المواطنون أن ما يحدث لمدينة الحسكة جريمة بحق الإنسانية، ويجب على كل المنظمات الدولية التحرك لحل هذه المشكلة حيث يتحمل الأهالي أعباء مادية كبيرة لقاء شراء المياه من الصهاريج، وهي بدورها ليست بمياه نظيفة وتحتاج إلى تصفية وتنقية لتصبح صالحة للشرب وفق المعايير الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى